Monday, August 20, 2007

دولة الخوف ... إلى أين ؟؟؟







إعتقالك هو سجن للكثير من التحركات الداخلية و الخارجية التي نحتاجها




من الصعب ان يتكرر مثلك في مصر


ليس من السهل حكم مصر



مياه الشرب

مصر بعد 26 عاما من بناء البنية التحتية


مشهد العمال يخيف قادة النظام في مصر

ربما قد قربت النهاية

ربما في مؤتمر نوفمبر القادم



و إختلطت كل الملفات





دور خفي ولكنه كبييير





الملفات المهمة بيدك ولكن ربما يصدر من الرئيس القرار الأخير



مصر بكل قطاعاتها تحمل في جنباتها الخوف

و نرى الخوف يوما بعد يوم تزداد ملامحه قسوة وتتعالى صرخاته المخيفة إنها تملأ جوانب القطر كله من صعيده لشماله من فقرائه لأغنياءه من جنوده لقادته

الظالم خائف

و المظلوم خائف

المتعالي يخفي في علوه خوفه

و الفقير يخفي في عناده خوفه

فالدولة قوامها الخوف و سلطانها الخوف و يسوقها الخوف




النظام يقوده الخوف


نعم النظام يقوده الخوف


النظام الحاكم في مصر تقوده مجموعة لا تتعدى اصابع اليد - ربما الواحدة - وكل منهم له مجموعة اسفل منه تساعده و المجموعة اسفل منها مجموعة وهكذا


1- يخافون من بعضهم البعض

أما الكبار فهم السيد صفوت الشريف و السيد عمر سليمان والسيدة الأولى و السيد جمال و السيد زكريا عزمي بالإضافة للسيد الرئيس طبعا


و هناك إحتمال لجلوس الدكتور مفيد إذا إستدعت الحاجة القانونية لذلك
أما الباقون من وزراء الدفاع و الداخلية و الخارجية ورئيس الوزراء و غيرهم من رجالات الحزب ورجال الأعمال فهم يشكلون دوائر مستواها أقل من مستوى هذه الدائرة


و مجموعة الكبار تعلم جيدا أنه في حالة غياب الرئيس فإنهم أمام إختيارين هما السيد جمال و السيد عمر سليمان
و أن كلا من المرشحين سيقوم بعملية تجميل للنظام في حالة جلوسه على مقعد الرئاسة

أما مجموعة الكبارفكل واحد منهم له خوفه الخاص فأحدهم تاريخه معروف في المخابرات وكذلك وزارة الإعلام بأنه رجل العمليات ال .... كما ان فترة مشاركته قد طالت و يعلم جيدا انه ربما يتم التضحية به " في حالة وجود رئيس جديد " في اقرب حملة لتجميل وجه النظام و يعلم جيدا هو والسيد زكريا عزمي انهما لا يصلحان لمقعد الرئاسة في حالة غياب الرئيس فهما لن يتعديا المقاعد التي يجلسون عليها فقط خاصة و أن الأخير يثار الحديث مؤخرا عن علاقاته التجارية مع الكثيير من رجال الأعمال ممن قد يكونوا ايضا كبش فداء لحملات التجميل القادمة
الخوف الكبيير لدى الإثنين من أن يدعموا جمال للوصول و يكون جزاؤهم هو أن يأتي السيد جمال بمجموعة كبار جديدة أعضاؤها حزبيين جدد مثل محمد كمال أمين التثقيف و علي الدين هلال و غيرهم بالإضافه إلى رجال الأعمال لذا فهم يحاولان السيطرة على معظم الخيوط كضمانات لعدم تحول جمال عنهما
الغريب
هو أن مجموعة الكبار ما زالت مقتنعة بأنها ستظل هي المسيطرة و تغفل عن حقيقة أن الصفوف التي أسفل منهم مباشرة مرشحة للقيادة بحكم التاريخ خاصة مع صعود أي رئيس جديد بالإضافة لحجم رجال الأعمال الملتفين حول السلطة

و الإثنين يراهنان على دعم السيدة الأولى وعلى المجموعات التي اسفل منهم

أما السيد جمال فهو يريد أن يأتي بصورة إعلامية يبدو فيها و كأنه حصاد لتصعيد حزبي في لجنة السياسات ثم تصعيد جماهيري ولكن هذا الإختيار يقضي عليه السيد عمر سليمان ففي حالة ترشيحه هو من الممكن ان يتملقه الإثنان الأخران على حساب السيد جمال و حينها لن يكون هناك اي مستقبل سياسي لجمال و ربما ستكون اقصى امانيه ان يستطيع العيش بسلام بعيدا عن الملاحقات الصحفيه بعد غياب والدة

أما السيد عمر سليمان" من قنا ومن مواليد 1935 خريج الكليه الحربية ومدير المخابرات من 1993 " فهو الأقوى في هذه المجموعة خاصة في حالة غياب الرئيس فلنا ان نتخيل الإجتماع الذي سيعقد بعد غياب الرئيس و يكون فيه نفس المجموعة سنرى بعين التوقع كيف سيكون وضع رجل المخابرات الذي يمسك بخيوط الملفات السياسية الخارجية و الذي يقود الجهاز الأقوى تنظيما في مصر هذا الجهاز الذي نجح إعلاميا في أن يحشد تأييد الناس له خاصة بعد أن تولى جهاز امن الدولة عمليات القمع الداخلية ضد الشعب مما جعل الوجه القبيح لأمن الدولة بينما الوجه الحسن هو وجه المخابرات


ففي حال غياب الرئس فإن الرجل سيعتمد على تاريخه و على قبول الجيش له فهو في النهاية رجل عسكري هذا بالإضافة لحجم علاقاته الدولية التي إزدادت مع الحرب على الإرهاب ومع الحوارات الدولية المباشرة بين اجهزة المخابرات المختلفة

و يخاف الرجل من امرين الأول هو أن ينحيه الرئيس عن منصبة في الفترة القادمة خاصة بعد الكلام الذي تردد كثيرا عن انه قد يكون هو الإختيار الأمثل بدلا من السيد جمال مبارك و الأمر الثاني هو أن يستغل الأخرون علاقاتهم الحزبيه في تزكية السيد جمال على حسابه هو بالإضافة إلى مجموعات رجال الأعمال التي تدعم السيد جمال


و في الحقيقة الرجل يبدو انه ليس لديه طموح حقيقي في مقعد الرئاسة لكن هذا لا ينفي انه المرشح بقوة في حالة غياب الرئيس ولقد نجح في ألا يظهر عليه اي بوادر لأي طموح في مقعد الرئاسة و إعتمد على إظهار كفائته المخابراتية و السياسية في التعامل مع الملفات الخارجية خاصة الملف الفلسطيني بعد غياب د اسامة الباز و غياب دور السفارة المصرية عند الكيان الصهيوني




المشكلة الكبرى

2- الخوف من ثورة الجوع و العمال


تحدثنا من قبل عن ثورة الجوع و هي قد تكون الأخطر في تاريخ مصر و قد تكون سببا في حدوث فوضى حقيقية تذهب بهذه الدولة نحو التشرذم و قيام كيانات صغيرة تدعمها مصالح خارجية ولعل أخطر مظاهر هذا الأمر هو حزام العشوائيات الناسف حول القاهرة و إرهاصاته إتضحت مع تظاهرات العطش التي ظهرت مؤخرا و ستزيد مع التحركات العمالية خاصة بعد نجاحها في تحقيق بعض مطالب العمال و لكنها المرة القادمة ستكون التحركات العمالية الأعنف نظرا لأن ما حصل عليه العمال لم يكن شيئا مقابل إحتياجاتهم بالإضافة إلى انهم ذاقوا طعم النصر في التحرك الأول لهم منذ سنين و يزيد من هذه المخاوف ما يثار حاليا حول المخزون الإستراتيجي من السلع الرئيسية في مصر


3- الخوف من أمريكا


البراجماتية التي تتعامل بها امريكا لتأكيد قيادتها للعالم نتيجتها هوعدم ثبات علاقات الولايات المتحدة مع الأخرين بل تتغير صعودا وهبوطا بشكل سريع مما يخيف كل الأطراف العالمية بشكل عام و الإقليمية بشكل خاص خاصة بعد تأكد العالم كله من أن الشرق الأوسط هو الساحة التي ستحدد شكل العالم في الفترة القادمة و نظرا لهذا التقلب فهم يخافون من أن لايكون لهم دور في الفترة القادمة فلا تدعم امريكا ايا من المرشحين خاصة و أنها تسعى لتحقيق معادلة هامة وهي أن تستبدل الأنظمة الموجودة حاليا بأنظمة أخرى تحقق مصالحها " أي مصالح امريكا " و في نفس الوقت تكون مقبولة لدى الشعوب العربية و ما يعطل امريكا عن هذا الأمر هو ان البديل هو التيار الإسلامي ولو وجدت من هذا التيار تنازلات تخدم مشروعها فستتجه إليه فورا دون تردد و لقد بدا هذا واضحا في تقرير مجلس العموم البريطاني الذي دعا للحوار مع حزب الله و حماس والإخوان بمصر و أظن ان الهدف هو قراءة افكارهم لأخذ قرار بالتعاون معهم ام لا و يدعم هذا الأمر فشل الإدارة الحالية في العراق و سيظهر هذا الأمر مع صعود الديموقراطيين


و من الواضح جدا أن الإدارة الجمهورية لن تقوم بحوار مع القوى الإسلامية حاليا حتى تنتهي من تعديل المعادلة السياسية الحالية إما بحرب جديدة لإسرائيل ضد حزب الله أو بضربة امريكية خاطفة لمشروع إيران النووي وهذا واضح فيما يحدث في مصر ضد الإخوان وما يحدث في الأردن من حل البرلمان وما يحدث في إسرائيل من مناورات عسكرية يقودها باراك الذي يريد إعادة بناء موقفه السياسي و العسكري


ولكن هذا يخيف المجموعة التي تحكم مصر أكثر لأن الخطوة التي تلي تغيير المعادلة في المنطقة هي الحديث مع الإسلاميين

و تناقشنا من قبل سويا في هذا الشأن تحت عنوان سياسة من طرف واحد



4- الخوف من الإخوان و قوى المعارضة النظيفه


فهذه القوى هي القوى المنظمة المرشحة لقيادة مصر في حالة غياب النظام الحالي لأي سبب من السباب أو في حالة وجود تحركات شعبية حقيقية يدعمها الجوع والعمال

و في الحقيقة هذا الخوف فيه سوء تقدير من النظام لإن الإخوان و هذه القوى سيكونوا هم صمام الأمان لهذه التحركات صمام أمان ضد حدوث تحركات شعبية غير منظمة قد تؤدي إلى إنهيار العديد من مؤسسات الدولة و لعل الإخوان يرفضون بشدة أن تتحول مصر إلى المزيد من الخراب حتى لو كان على سبيل التطهير السياسي ولكن من الممكن القول أن هذه المجموعة التي تحكم مصر لو نزلت من كراسيها الحاكمة فإنها لن تعبء لحال مصر حتى لو إنهارت كل مؤسسات الدولة


5- و يخافون من الأقباط

وهذا سنفرد له حلقة خاصة فيما بعد
و الأن نتساءل سويا


هل إلى مزيد من الأمان ام مزيد من الظلمة و الحرمان ؟؟؟؟

هل ربما نصحو على مصر و قد عمت بها الفوضى ؟؟

في ظل هذه المخاوف إلى أين تتجه هذه المجموعة و إلى اين ستأخذ الدولة خلفها ؟؟


قد يتجه الخائف نحو أحد الأمرين إما ان يهرب وهذا في حالة أنه لا يوجد امل للنجاة وهذا الإحتمال لن يحدث الأن فهم يسيطرون على الدولة بسلطاتها الثلاث تشريعية و قضائية و تنفيذية


الإحتمال الأخر هو مزيد من العنف

نعم الخائف يتجه نحو مزيد من العنف ليؤمن الطريق لنفسه

المشكلة أن المخاوف التي تحيط بهذه المجموعة متعددة و من إتجاهات كثيرة لذا سيكون رد فعلها مبالغا فيه نحو اي إثارة لهذه المخاوف ببرنامج حزب او بتحركات جماهيرية أو بمحادثات مع إتجاهات خارجية دولية

لذا فإن أي تحرك لأي من قوى المعارضة في الفترة القادمة سيكون رد فعله عنيف جدا


السؤال الأن ماذا يفعل الإخوان مع هذه المجموعة ؟؟


هل يضغطوا عليها دوليا بالتوجه نحو الحديث للمجتمع الدولي و يطرحوا افكارجديدة يقبلها هذا المجتمع؟؟

أم هل يتجهوا نحو الجياع فيقودوهم بشكل منظم للضغط على النظام الخائف ليغير سلوكه العدواني قليلا ؟؟؟

أم يتجهوا نحو التقوقع و الهدوء حتى تمر هذه المرحلة و ليكن بعدها ما يكون ؟؟

هل ينتظروا حتى تزول إحدى هذه المخاوف و أهمها وهو مقعد الرئاسة ؟؟

أي هل ينتظروا حتى يظهر رئيس جديد ثم يبدأوا في الحديث معه ؟؟

أم ان هناك فرصة لتحرك قوي يضمن تحول ديموقراطي يأتي فيه الرئيس القادم على غير المتوقع ؟؟؟



كلها اسئله مجهولة تحتاج إلى إجابة


---------------------------------------------

ملحوظة


كنت اود أن نتناقش عن التجربة التركية خاصة مع إضافات بعض الإخوة الأفاضل على موقع إخوان اون لاين

و ايضا وددت لو شاركت في الحديث عن الحزب و قد تناقشنا من قبل في موضوع سابق بعنوان الحزب إعلان مبادئ ام تغيير مبادئ

لكن ظرف الإعتقالات الأخيرة اجل الحديث

لكن أعجبني رد للأخ إبراهيم الهضيبي على احد المقالات عن الشأن التركي و لنا عودة للحديث عن تركيا وعن برنامج حزب الإخوان