Saturday, March 28, 2009

تساؤلات حول تغيير المرشد العام للإخوان

1- هل المقصود شخص الاستاذ عاكف ؟
كثر الجدل حول الاستاذ عاكف و للاسف ظلمه الكثير من الصحفيين بسبب بعض التصريحات مع ان اداء الرجل داخل الجماعة افضل على المستوى الشخصي و الانساني بكثيير من غيره
و يحسب لصالحه ان تغييرا داخليا كبيرا حدث مع بداية توليه المسئولية مثل اللائحة الجديدة و الانتخابات الداخلية
و من له راي مخالف فليقارن بين كيفية ادارة اتخاذ القرار قبل 2006 و ما بعدها و كيف انه اتيحت الفرصة للكثير في ان يشتركوا في اتخاذ القرار بعد 2006 وسيظهر هذا الامر اكثر عندما تتم انتخابات التجديد النصفي مرة اخرى لان نسبة التغيير في انتخابات 2006 لم تكن كبيره لانها كانت التجربة الاولى لاعضاء الجماعة بعد فترة طويلة بدون انتخابات لاسباب منها الظرف الامني و رفض البعض و اختلاف وجهات النظر حول كيفيتها وغيرها
و يمكن ان تحمل التجربة الثانية - في التجديد النصفي لو اتيحيت الظروف لذلك - اكثر في نسبة التغيير من التجربة الاولى
و سيكون الشباب اكثر شعورا بهذا الامر مع حدوث انتخابات التجديد النصفي القادمة داخل الجماعة
و اذكر ذلك من واقع عايشته و ليس كلاما نظريا فهناك فرق بين الطريقة التي كنت اشارك بها من 2001 و حتى 2005 و ما بين الفترة التي تلي 2006
2- هل المشكلة في القيادات ام في قاعدة الاخوان ؟
بمعنى اخر هل ستتغير التوجهات و طرق التحرك ؟
أم ان التغير سيقتصر على الاسماء و الوجوه فقط ؟؟
طبعا مع الاخذ في الاعتبار ما ذكر في السؤال الاول من ان الانتخابات الداخلية تجدد الدماء بحيث انها تغير " الوجوه " لكن هل تأتي بافكار جديدة للتحرك خاصة على المستوى السياسي ؟؟
أظن ان عامل التنوع الفكري سيكون له تاثير كبيير في هذا الامر
و لنراجع سويا النقاش الذي تحدثنا فيه سابقا
و لكن علينا الا ننتظر تغييرا فجائيا لمجرد تغيير بعض الشخصيا فالامر ليس بهذه البساطة
3- ماذا لو تم الفصل بين المرشد و مراقب مصر ؟
مع مراعاة المدارس الفكرية داخل الجماعة هناك مجموعة من التجارب خارج مصر مثل الاردن وحماس و غيرها
هذه التجارب قد نختلف حول طرق تحركها ولكننا سنتفق انها كانت اكثر مرونة وثراء في تحركها من إخوان الجماعة الام في مصر
ذلك ان الجماعة في مصر تسير و هي تحمل عبئا " غير تطبيقي " وهو انها " الام " لهذه الفروع فيجب ان يكون تحركها محسوبا و لا يعتمد على المحاولة و الخطا بما يدفعها للتحرك البطيئ و " المتأخر " احيانا
بينما لو افترضنا - جدلا - انه تم الفصل بين الموقع الاداري للمرشد و الموقع الاداري لمصر فسيكون هذا افضل بكثير للاخوان في مصر
و هنا ليس بالضرورة ان يكون المرشد من خارج مصر
ممكن ان يكون المرشد مصريا لكن يتم الفصل بينه و بين موقع " مراقب عام مصر " لما سيتيحه ذلك من مرونة في التحرك للاخوان داخل مصر خاصة في التحرك على المستوى السياسي .
4- هل سيحدث ذلك تأثيرا في الحياة السياسية المصرية ؟
بمعنى اخر هل هناك فرص للاخوان لاحداث تحريك للمياه الراكده لو غيروا من واقعهم القيادي ؟
الحياة في مصر تحولت نتيجة تراكمات و عوامل كثيرة تشكلت منذ عام 1952 و تنامت مع عام 1982 و حتى الان
هذه التراكمات صنعت واقعا سياسيا اشبه " بالمسخ " الذي ليس له طعم او لون او رائحة
و لقد فرض هذا " المسخ " صورته علينا في كثيير من الاحداث و المواقف التي جعلتنا نحزن كثيرا الى ما اّلت اليه مصر
و اكثرها وضوحا موقف مصر من القضية الفلسطينية و غيرها في السياسة الخارجية و الركود الشديد الذي نحياه في حياتنا السسياسية و الاجتماعية
و لتبسيط الامور لا يمكن الان لاحد الشباب ان يحلم بموقع قيادي سياسي او اجتماعي معتمدا على المهارات الفردية و السلوك المنضبط
فقط طريق الحزب الوطني و لاماكن محدوده جدا و لمستويات محدده مسبقا
لقد شاخت مصر - كما يقول استاذ هيكل - و تملكتها اعراض الشيخوخة التي تجعلها عاجزة عن صنع الاحداث من حولها بينما يتحرك " اطفال " من حولها و يصنعوا احداثا و ينالوا من مصر و من رصيدها ومواقفها دول لا يذكر التاريخ لها اي شيء من اجل فلسطين تتطاول على مصر في ادوار مشبوهه تقوم بها هذه الدول لصالح قوى عظمى
و ما احداث غزة منا ببعيدة
لذلك لن يتشكل فجأة " مخلوق " جديد يختلف عن ذلك المسخ لمجرد ان الاخوان عدلوا او غيرا واقعهم القيادي او تحركهم السياسي
و يمكننا القول ان مصر تقف عاجزة بكل طوائفها السياسية والاجتماعية امام هذا " المسخ " في انتظار القدر الذي قد يحمل تغييرا ليس لنا يد في صنعه مثل تغيير موقع الرئاسة على سبيل المثال.
5- هل المهم من هو القادم ام ما سيفعله
المرشد العام له تأثير و لكن تحرك الجماعة لا يعتمد على شخصه بقدر ما يعتمد على من يديرون الامور في الجماعة و لعل التساؤلات السابقة التي ذكرنها و التنوع الفكري لدى الجماعة هو ما يبلور الشكل العام لها و ليس فقط شخصية المرشد
مهما كان اسم القادم - لو تم عمل انتخابات كامله او لم يتم - فان تحركه مرتبط بما تحدثنا عنه في الفقرات السابقة و بما تناقشنا به سويا في موضوع المدارس الفكرية لدى الجماعة
6- هل هذا التغيير مطلوب من الاخوان فقط ؟
و هل هذا التغيير ضد الاخوان ام لصالحهم ؟؟
و هل هذا يعني ان الاخوان سيحدثوا تغييرا في مصر بهذه الطريقة ؟؟
رغم كل ما يثار من نقد حول الاخوان الا انهم يظلوا الفصيل " الافضل في الديموقراطية الداخلية " بين الفصائل السياسية و الاجتماعية الاخرى فيكفي ان تقارن بين ما يحدث داخليا في الاخوان من انتخابات و بين الاحزاب و مؤسسات المجتمع المدني الاخرى لتكتشف الفرق الذي يكون في اغلب الحالات لصالح الاخوان
و لكن هل هذا يعني ان الاخوان بهذا الشكل سيحققوا ما يطمح اليه الناس او انهم يسيرون نحو احداث تغيير حقيقي ؟
للاجابة على هذا السؤال لابد ان نفرق بين الاخوان كونهم افضل ممن هم موجودون الان و بين الوضع الامثل الذي يحقق التغيير الحقيقي الذي نتمناه جميعا لمصر
7- هل يشعر الناس بما يحدث ؟؟
على مستوى رجل الشارع هل هو مشارك في هذه النقاشات التي نحياها ؟
هل يهتم لما نتحدث عنه ؟
هل يرى الناس الاخوان الان بنفس الطريقة التي كانوا ينظروا بها عام 2005 و ما قبله ؟؟
هل هذا التغيير في رؤية الناس للاخوان - ان وجد - بسبب الاخوان ام لان الناس تبحث عن احتياجاتهم المباشرة فقط ؟؟
هل يشارك الناس في احاديث النخبة ؟؟
هل يريد الناس تنظيمات فكرية أم انهم " ملوا " من ذلك ويريدوا تحركات مستقلة تحقق احتياجاتهم بعيدا عن اي برامج لاي مجموعات تقليدية ؟؟
هل هذا الانفصال بين الناس و بين النخبة السياسية و النخبة المثقفة يخص الاخوان فقط ام انها ظاهرة عامة تتحدى كل الفصائل الوطنية ؟؟
هل هذا هو وقت الحديث عن المرجعيات و الافكار الكبرى ام هو وقت الحديث عن كيفية تغيير الواقع الحالي لخلق ظروف صحية نستطيع بعدها النقاش حول المرجعيات ؟؟؟؟؟؟
هذا و غيرها الكثير نتحدث فيه لاحقا مع بعضنا البعض